أشار على النبي صلى الله عليه وسلم بحفر الخندق هو.
الإجابة الصحيحة هي : سلمان الفارسي.
الأمر بحفر الخندق
معركة الخندق، والمعروفة أيضًا باسم غزوة الأحزاب، كانت واحدة من أهم المعارك في التاريخ الإسلامي. وفي هذه المعركة، حاصر جيش كبير من التحالف القبلي المدينة المنورة، حيث واجه المسلمون بقيادة النبي محمد صلى الله عليه وسلم تحديات جمة. لعب حفر الخندق دورًا حيويًا في نجاح المسلمين في الدفاع عن المدينة، وهو من الإستراتيجيات العسكرية التي أشار بها الصحابي الجليل سلمان الفارسي رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم.
سلمان الفارسي رضي الله عنه
كان سلمان الفارسي شخصية بارزة في التاريخ الإسلامي، وكان معروفًا بذكائه العسكري وحنكته. قبل اعتناقه الإسلام، كان سلمان كاهنًا في بلاد فارس، ولطالما بحث عن الحقيقة. عندما وصل إلى المدينة المنورة، أدرك سلمان أن الإسلام هو الدين الذي كان يبحث عنه، وأسلم على يد النبي صلى الله عليه وسلم.
اقتراح حفر الخندق
في عام 5 للهجرة، حشدت القبائل العربية جيشًا كبيرًا للهجوم على المدينة المنورة. بلغ عدد الجيش حوالي 10 آلاف مقاتل، بقيادة أبو سفيان بن حرب. كان المسلمون آنذاك أقل عددًا بكثير، حيث كان عددهم حوالي 3000 مقاتل.
عندما علم المسلمون باقتراب جيش الأحزاب، اجتمعوا في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم لمناقشة أفضل استراتيجية للدفاع عن المدينة. اقترح العديد من الصحابة أفكارًا مختلفة، ولكن لم يلق أي منها قبولًا لدى النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم نهض سلمان الفارسي واقترح حفر خندق حول المدينة. كان هذا اقتراحًا غير مألوف في جزيرة العرب، حيث لم يكن حفر الخنادق من الأساليب العسكرية الشائعة. ومع ذلك، كان سلمان مقتنعًا بأن هذه الاستراتيجية ستكون فعالة في منع جيش الأحزاب من دخول المدينة.
موافقة النبي صلى الله عليه وسلم
بعد دراسة اقتراح سلمان، وافق النبي صلى الله عليه وسلم على حفر الخندق. أمر الصحابة على الفور بالبدء في الحفر، وتم تقسيمهم إلى مجموعات عملت بالتناوب على مدار اليوم والليل. شارك النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه في الحفر، مما زاد من حماس الصحابة ورفع معنوياتهم.
حفر الخندق
استمر حفر الخندق لمدة ستة أيام، وكان عرضه حوالي خمسة أمتار وعمقه حوالي ثلاثة أمتار. وتم حفر الخندق حول المدينة بأكملها، باستثناء الجانب الشمالي حيث كان يوجد جبل أحد.
أثر حفر الخندق
كان لحفر الخندق تأثير كبير على سير معركة الخندق. فقد منع الخندق جيش الأحزاب من دخول المدينة، مما أجبرهم على حصارها. كما جعل من الصعب على جيش الأحزاب شن هجمات على المدينة، حيث كان عليهم أولاً عبور الخندق.
بالإضافة إلى ذلك، استخدم المسلمون الخندق كموقع دفاعي، حيث كانوا يطلقون السهام على جيش الأحزاب من خلفه. كما ساعد الخندق على تقسيم جيش الأحزاب، حيث كان عليه الآن محاصرة المدينة من جانبين.
بطولة الصحابة
أثبت الصحابة بطولة كبيرة في الدفاع عن الخندق. قاتلوا بشجاعة ضد جيش الأحزاب، ولم يسمحوا له باختراق دفاعاتهم. وتمكن المسلمون من الصمود أمام حصار جيش الأحزاب لمدة 25 يومًا، حتى أجبرتهم الظروف الجوية القاسية على التراجع والهزيمة.
أشار بحفر الخندق سلمان الفارسي رضي الله عنه، وكان له دور حاسم في نجاح المسلمين في الدفاع عن المدينة المنورة في معركة الخندق. وأثبتت هذه الإستراتيجية العسكرية البارعة فعالية كبيرة في منع جيش الأحزاب من دخول المدينة، كما مكنت المسلمين من الصمود أمام الحصار حتى تمكنوا من تحقيق النصر. وتجسد هذه المعركة أهمية المشورة والحكمة في اتخاذ القرارات العسكرية، وضرورة الابتكار والإبداع في مواجهة التحديات.