أركان شهادة أن لا إله إلا الله.
الإجابة الصحيحة هي : النفي والاثبات.
أركان شهادة أن لا إله إلا الله
شهادة أن لا إله إلا الله هي أول أركان الإسلام الخمسة، وهي الركن الأعظم الذي يقوم عليه الدين كله، وهي الأساس المتين لبناء العقيدة الصحيحة التي يرتضيها الله تعالى لعباده. وهي شهادة لها أركانها ودلالاتها العميقة التي لا بد من معرفتها وفهمها حتى تتحقق حقيقة التوحيد وإخلاص العبادة لله وحده لا شريك له.
العلم
هو معرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته وأفعاله، ومعرفة أن له وحده الألوهية والربوبية، وأنه هو الخالق المدبر المتصرف في الكون كله. قال تعالى: ﴿هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾ [الحشر: 24].
ويشمل العلم معرفة وحدانية الله تعالى في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، ومعرفة أنه لا شريك له في ألوهيته وربوبيته وتدبيره، وأنه الغني عن خلقه، وأن خلقه هم الفقراء إليه. قال تعالى: ﴿قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا خَالِقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ﴾ [الأنعام: 14].
ويكون العلم بالله تعالى على مراتب متفاوتة، فكلما ازداد العبد معرفة بالله تعالى ازداد إيمانه وخشيته وحبه له، وأخلص في عبادته وتوكله عليه.
اليقين
هو الجزم القاطع بأن الله تعالى هو وحده الإله المستحق للعبادة وحده لا شريك له، وأنه لا يوجد معبود بحق سواه. قال تعالى: ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾ [آل عمران: 2].
ويقوم اليقين على العلم الصحيح بالله تعالى، وعلى البراهين العقلية والنقلية التي تثبت وحدانيته واستحقاقه وحده للعبادة، وعلى الإيمان بأن الله تعالى هو الذي خلق الإنسان ورزقه وهداه إلى الصراط المستقيم.
ويكون اليقين بالله تعالى على مراتب متفاوتة، فكلما ازداد العبد يقينًا بالله تعالى ازداد اطمئنانه وثباته على دينه، وقل قلقه وخوفه من غير الله، وازداد رضاه وقناعته بقضاء الله وقدره.
الصدّق
هو تصديق القلب بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى، ويشمل تصديق أقوال الله تعالى وأفعاله وأمره ونهيه وقضائه وقدره. قال تعالى: ﴿فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا﴾ [التغابن: 8].
ويقوم الصدق على العلم واليقين بالله تعالى، وعلى الإيمان بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو رسول الله حقًا، وأنه جاء بالهدى والحق والبيان.
ويكون الصدق بالله تعالى ورسوله على مراتب متفاوتة، فكلما ازداد العبد صدقًا بالله تعالى ورسوله ازداد إيمانه وثباته على دينه، وقل تردده وشكوكه، وازداد عمله بما أمر الله به ورسوله، واجتنابه لما نهى الله عنه ورسوله.
الإخلاص
هو إفراد الله تعالى بالعبادة وحده لا شريك له، وأن تكون العبادة خالصة لوجهه الكريم، لا يشوبها شرك أو رياء أو سمعة. قال تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾ [البينة: 5].
ويقوم الإخلاص على العلم واليقين والصدق بالله تعالى، وعلى الإيمان بأن الله تعالى هو الغني عن العباد، وأنهم هم الفقراء إليه، وأنه لا يقبل منهم إلا ما كان خالصًا لوجهه الكريم.
ويكون الإخلاص بالله تعالى على مراتب متفاوتة، فكلما ازداد العبد إخلاصًا بالله تعالى ازدادت عباداته وطاعاته قبولاً عنده، وقل حرصه على الدنيا وما فيها، وازداد زهدًا فيها وإقبالاً على الآخرة.
المحبة
هي حب الله تعالى فوق كل شيء، وجعله أحب إلى العبد من نفسه وأهله وماله وولده. قال تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ والَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ﴾ [البقرة: 165].
وتقوم المحبة على العلم واليقين والصدق والإخلاص بالله تعالى، وعلى الإيمان بأن الله تعالى هو الذي خلق الإنسان ورزقه وهداه إلى الصراط المستقيم، وأنه هو المستحق وحده للحب والعبادة.
ويكون حب الله تعالى على مراتب متفاوتة، فكلما ازداد العبد حبًا بالله تعالى ازداد إيمانه وثباته على دينه، وعظم رجائه في الله تعالى، وقل خوفه وقلقه من غير الله.
الخضوع
هو الانقياد الكامل لله تعالى، واعتقاد العبودية لله وحده لا شريك له، وأن العبد لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًا ولا حياة ولا موتًا ولا نشورًا. قال تعالى: ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾ [الحجر: 99].
ويقوم الخضوع على العلم واليقين والصدق والإخلاص والمحبة بالله تعالى، وعلى الإيمان بأن الله تعالى هو وحده المدبر للأمور، وأنه لا يرد قضاءه أحد، وأنه الغني عن خلقه، وأن خلقه هم الفقراء إليه.
ويكون الخضوع لله تعالى على مراتب متفاوتة، فكلما ازداد العبد خضوعًا لله تعالى ازداد إيمانه وثباته على دينه، وقل همه وغمّه، وازداد رضاه وقناعته بقضاء الله وقدره.
التذلل
هو التواضع لله تعالى، ومعرفة العبد بنقصه وذله بين يدي الله تعالى، وأن لا حول له ولا قوة إلا بالله تعالى. قال تعالى: ﴿وَيُخْفِي فِي نَفْسِهِ مَا هُوَ أَحَقُّ بِإِظْهَارِهِ﴾ [النساء: 108].
ويقوم التذلل على العلم واليقين والصدق والإخلاص والمحبة والخضوع لله تعالى، وعلى الإيمان بأن الله تعالى وحده هو المستحق للتعظيم والتبجيل، وأن العبد لا يملك لنفسه شيئًا.
ويكون التذلل لله تعالى على مراتب متفاوتة، فكلما ازداد العبد تذللًا لله تعالى ازداد إيمانه وثباته على دينه، وقل عُجبه وكبره، وازداد قربه من الله تعالى ومحبته له.
شهادة أن لا إله إلا الله هي ركن عظيم من أركان الإسلام الخمسة، وهي الأساس المتين لبناء العقيدة الصحيحة التي يرتضيها الله لعباده، وهي مفتاح النجاة والفوز برضوان الله تعالى في الدنيا والآخرة.
وتحقيق حقيقة هذه الشهادة يتطلب معرفة أركانها وفهم دلالاتها العميقة، والإيمان بها والإخلاص فيها، والعمل بمقتضاها في جميع أقوالنا وأفعالنا، حتى نكون من الموحدين حقًا، الذين عرفوا ربهم وعبدوه حق عبادته.