( ايحسب الانسان الن نجمع عظامه ) استفهام غرضه

( ايحسب الانسان الن نجمع عظامه ) استفهام غرضه

«أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه؟»

( ايحسب الانسان الن نجمع عظامه ) استفهام غرضه

مقدمة

( ايحسب الانسان الن نجمع عظامه ) استفهام غرضه

يبعث فينا هذا الاستفهام العميق تساؤلات جوهرية عن حقيقة الموتى وأحوالهم في الآخرة، ويتردد صداه في أعماقنا محملاً بأسئلة تتعلق بواقعنا بعد الموت ومصير أجسادنا التي تتلاشى في وحشة القبور. فهل حقًا يعود الله بجمع عظامنا المبعثرة وإحياؤنا من جديد؟
( ايحسب الانسان الن نجمع عظامه ) استفهام غرضه

الأدلة الدامغة على جمع العظام

( ايحسب الانسان الن نجمع عظامه ) استفهام غرضه
القرآن الكريم: وردت في القرآن الكريم آيات صريحة تؤكد جمع الله للعظام، منها قوله تعالى: «أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه؟ بلى قادرين على أن نسوي بنانه» (القيامة: 3-4)، وقوله: «وإذ قال موسى لقومه يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين فإن كذبوكم فقد كذب رسل من قبلكم وما الله بغافل عما يعمل الظالمون ثم نجيناك من بعد الغم وأنزلنا عليكم المن ونصركم بالقوم قارون وفرعون وهامان وكانوا أولي بأس شديد ثم أغرقناهم أجمعين فأورثنا بني إسرائيل الكتاب والملك والأنبياء وررزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً ويوم نبعث في كل أمة رسولاً عليهم شهيداً وجئنا بك شاهداً على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين» (يونس: 78-81).
السنة النبوية: أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم على جمع الله للعظام في أحاديث كثيرة، منها قوله: «يا معشر المشركين، والله الذي لا إله إلا هو، إنه سيبعثكم فينشر اللحم على العظم»، وقوله: «إن العظام إذا بلت عاد كما كان إلا عجب الذنب، فإنه لا يعود إلا ذهبًا».
( ايحسب الانسان الن نجمع عظامه ) استفهام غرضه
شواهد عقلية: للعقل البشري شواهد قوية تؤيد جمع العظام، فقدرة الله تعالى لا محدودة، وهو القادر على إعادة خلق الأجسام من العدم، فكما خلقنا من العدم أول مرة، قادر على إعادتنا من جديد.

الحكمة من جمع العظام

إظهار قدرة الله العظيمة: إن جمع الله للعظام وإحياء الموتى من جديد هو دليل على عظمته وقدرته الفائقة، وصدق وعده بأن يبعثنا للحساب والجزاء.
إتمام الحساب والجزاء: لن تكون الحساب والجزاء عادلة إلا إذا عادت الأرواح إلى أجسادها، فتعاقب على ما اقترفت أو الثواب على ما قدمت من الصالحات.
تحقيق التذكير والموعظة: يذكرنا جمع الله للعظام بأن الموت حق لا محالة، ويشجعنا على العمل الصالح استعدادًا لهذا اليوم العظيم.

الأوصاف المذهلة لأجسادنا بعد جمعها

الأجساد الجديدة: ستُعاد أجسادنا بعد جمعها في أبهى صورها، وستكون خالية من العيوب والعيوب.
الأجساد الخالدة: لن تموت أجسادنا بعد البعث مرة أخرى، بل ستبقى خالدة إلى الأبد.
الأجساد التي تناسب الآخرة: ستُبدل أجسادنا بأجساد تناسب الحياة في الآخرة، فستكون أجسادنا أقوى وأخف وأكثر قدرة على الاحتمال.

أحوال الناس في الآخرة

أصحاب السعادة: سيُدخل الله أصحاب الأعمال الصالحة إلى الجنة، حيث ينعمون بحياة أبدية في نعيم لا ينقطع، سيحصلون فيه على أجسادهم الجديدة الخالدة.
( ايحسب الانسان الن نجمع عظامه ) استفهام غرضه
أصحاب الشقاء: سيُعذب الله أصحاب الأعمال السيئة في النار، حيث يعانون عذابًا لا ينتهي، وستكون أجسادهم معذبة بهم دون أن تفنى.
الدرجات المختلفة: سيكون هناك درجات مختلفة من السعادة والشقاء في الآخرة، وذلك حسب أعمال الناس في الدنيا.

إثبات قدرة الله على جمع العظام

( ايحسب الانسان الن نجمع عظامه ) استفهام غرضه

قدرة الله المتناهية: قدرة الله تعالى لا نهاية لها، فهو قادر على كل شيء، بما في ذلك إعادة خلق الأجساد من العدم.
إحياء النبات والأرض: إن إحياء الله للأرض بعد موتها وإحياء النبات بعد ذبوله، يبرهن على قدرته على إعادة خلق الأجساد.
خلق الإنسان من العدم: إن الله خلقنا من العدم أول مرة، فهو قادر على إعادة خلقنا من جديد.

الخاتمة

إن جمع الله للعظام وإحياء الموتى من جديد هو حقيقة ثابتة لا شك فيها، ولها أدلة دامغة من القرآن والسنة والعقل. وسيُعاد الناس يوم القيامة بأجساد جديدة خالدة، تناسب الحياة في الآخرة، وسيُحاسبون على أعمالهم في الدنيا، وينالون جزاءهم عادلاً. فليكن استفهام «أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه؟» تذكيرًا لنا دائمًا بأن الموتى ليسوا في عداد الأموات، وأنهم عائدون للحساب والجزاء، فنسعى جاهدين لإعداد أنفسنا لهذا اليوم العظيم.

أضف تعليق