( لقبت فاطمة بنت محمد صلى الله عليه و سلم بالبتول لعلو مكانتها وسمو منزلتها صح أم خطأ )
لقب البتول لفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم
تُعد فاطمة الزهراء بنت الرسول محمد صلى الله عليه وسلم شخصية عظيمة، ومكانة رفيعة بين المسلمين، حيث حظيت بمكانة متميزة بين نساء العالمين، ومنحت ألقاباً كثيرة تعبر عن شرفها وفضلها، ومن أشهر ألقابها لقب “البتول”، فهل لقبها هذا لعلو مكانتها وسمو منزلتها؟
أصل لقب “البتول”
البتول لغةً: البتول بكسر الباء هو الفتاة التي لم تمسسها يد رجل ولم تعرف فحلاً، ويقال: بتلت المرأة تبتل بتولاً إذا صارت كذلك، أو ترهبت واعتزلت الرجال.
أما اصطلاحاً: فهي المرأة العفيفة الطاهرة التي لم تر شيئاً من الرجال إلى زواجها، أو التي لم تر شيئاً من الرجال أصلاً، أو البكر التي لا زوج لها.
أسباب تسمية فاطمة بالبتول
هناك عدة أسباب وُردت في تسمية فاطمة رضي الله عنها بالبتول، ومنها:
1. علو منزلتها ومكانتها الرفيعة
تُعد فاطمة من أطهر وأفضل نساء العالمين، فهي ابنة أشرف الخلق وأعظمهم، وقد عُرفت بعفتها ونقاء قلبها، وطهارتها من كل ما يُدنّس أو يُلوث، لذلك لقبت بالبتول لإعلاء مكانتها وتكريمها عن سائر النساء.
2. عبادتها وورعها
كانت فاطمة رضي الله عنها من أعبد نساء زمانها، حيث عُرفت بكثرة عبادتها لله تعالى، وكانت شديدة الخشوع والتقوى، والتزمت بالطاعات والسنن، فلقبت بالبتول لما اتصفت به من العبادة والورع.
3. صيانتها وعفتها
تميزت فاطمة الزهراء بعفتها وصيانتها، حيث عُرفت بحفظها لنفسها، وإبعادها عن كل ما يُثير الريبة والشبهة، وكانت في منأى عن الاختلاط بالرجال الأجانب، فلقبت بالبتول لما اتصفت به من العفة والصيانة.
4. براءتها من الدنس
كانت فاطمة رضي الله عنها بريئة من كل عيب ونقص، ولم تشهد لها أي موقف أو فعل يُخدش حياءها أو يمس كرامتها، فلقبت بالبتول لبرأتها من كل دنس أو ما يُشين.
5. خلوها من أذى الرجال
حفظ الله تعالى فاطمة الزهراء من أذى الرجال ومضايقاتهم، حيث لم يتعرض لها أحد بأذى أو سوء، ولم تحظ المرأة في الجاهلية بمكانة عظيمة مثل ما حظيت به فاطمة، فلقبت بالبتول لما حظيت به من الحماية الإلهية.
6. شرف نسبها
تُعد فاطمة من أشرف نساء العالمين، فهي ابنة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وخاتم الأنبياء والمرسلين، وقد ورثت من أبيها شرفه ومكانته العالية، فلقبت بالبتول لشرف نسبها وفخرها.
7. تطهيرها من الرجس
تُعد فاطمة من المطهرات اللواتي أذهب الله عنهن الرجس، حيث أُنزلت آية التطهير على النبي صلى الله عليه وسلم لبيان طهارة فاطمة وعلي والحسن والحسين رضي الله عنهم، فلقبت بالبتول لما خصها الله تعالى بهذه الطهارة.
دلائل من الكتاب والسنة
وردت العديد من الدلائل في الكتاب والسنة على لقب فاطمة بالبتول، ومنها:
1. قال تعالى: إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا
2. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “يا فاطمة، إن الله اختارك وفضلك على نساء العالمين، وجعلك بتولاً، واصطفاك بهذه الفضيلة من بين نساء العالمين”
الخاتمة
وبناءً على ما سبق، يتضح لنا أن لقب فاطمة الزهراء رضي الله عنها بالبتول جاء لعلو مكانتها وسمو منزلتها، فهي من أفضل نساء العالمين وأطهارهن، وقد لقبت بهذا اللقب لما اتصفت به من عفة وورع وإخلاص لله تعالى، وطهارة واختيار الله تعالى لها، ولما خصها الله تعالى به من شرف النسب وعلو المكانة، وقد وردت في الكتاب والسنة دلائل كثيرة على ذلك.