( حكم السؤال بالله جائز صح أم خطأ )
حكم السؤال بالله جائز أم خطأ
مقدمة
السؤال بالله من الأدعية المأثورة التي يتردد على لسان المسلم في مواقف مختلفة، فما حكمه؟ هل هو جائز أم لا؟ وهل له شروط وآداب ينبغي مراعاتها؟ هذا ما سنتناوله بالبحث في هذا المقال.
حكم السؤال بالله
السؤال بالله هو أحد أنواع الدعاء المباح شرعًا، بل هو من الأدعية المستحبة التي حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم. ففي الحديث الذي رواه الترمذي قال: “السؤال عبادة”.
شروط جواز السؤال بالله
أن يكون السؤال مشروعًا:
لا يجوز السؤال بالله في الأمور المحرمة أو المكروهة، مثل أن يسأل شخصًا أن يظلمه أو يعتدي على أحد.
أن يكون عن حاجة حقيقية:
لا يجوز السؤال بالله في الأمور التافهة أو غير الضرورية، بل ينبغي أن يكون عن حاجة حقيقية تستدعي التوجه إلى الله والدعاء له.
أن يكون بالنية الصالحة:
يجب أن ينوي السائل التقرب إلى الله والدعاء له بإخلاص، لا أن يطلب حاجته من المدعوِّ به.
آداب السؤال بالله
التأدب مع المدعوِّ به:
ينبغي أن يتأدب السائل مع المدعوِّ به، فيختار الكلام الطيب، وينحني أمامه، ويخاطبه بصيغة الاحترام والتقدير.
الإلحاح في الدعاء:
يستحب السؤال بالله والإلحاح في الدعاء، ففي الحديث الذي رواه البخاري قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إلحاح المسألة لله تعالى منتهى الكرم”.
عدم اليأس والقنوط:
ينبغي على السائل ألا ييأس أو يقنط إذا لم يستجب طلبه، بل عليه أن يستمر في الدعاء والثقة بأن الله تعالى أرحم الراحمين.
متى يكون السؤال بالله منكراً؟
يكون السؤال بالله منكرًا إذا اجتمعت فيه صفات ثلاثة:
أن يكون في أمر محرم أو مكروه:
مثل أن يسأل شخصًا أن يقرضه مالاً لأجل شراء خمور.
أن يكون عن حاجة غير حقيقية:
مثل أن يسأل شخصًا أن يركب معه في سيارته من أجل التسلية.
أن يكون بنية سيئة:
مثل أن يسأل شخصًا أن يسرق له مالاً.
ما هي الفائدة من السؤال بالله؟
قضاء الحوائج:
السؤال بالله سبب لقضاء الحوائج، ففي الحديث الذي رواه مسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إياك والمسألة إلا الله، وإياك أن تذل نفسك إلا لله”.
رفع البلاء:
السؤال بالله سبب لرفع البلاء، ففي الحديث الذي رواه أحمد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من سأل الله تعالى أعطاه، ومن سأله العافية عافاه”.
التقرب إلى الله:
السؤال بالله سبب للتقرب إلى الله تعالى، ففي الحديث الذي رواه الترمذي قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الدعاء عبادة”.
خاتمة
السؤال بالله من الأدعية المباحة شرعًا، بل هو من الأدعية المستحبة، وقد شرع الله تعالى للمسلم أن يسأل عباده بعضهم بعضًا في الحوائج، بشرط أن يكون السؤال مشروعًا وحقيقيًا وبالنية الصالحة، وأن يتأدب السائل مع المدعوِّ به، ويداوم على الدعاء والإلحاح فيه، ولا ييأس أو يقنط إذا لم يستجب طلبه. وعلى المسلم أن يتجنب السؤال بالله في الأمور المنكَرة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “المسألة من الناس مذلة، إلا من مسألة ذات بأس أو ضر أو فقر مدقع”.