( الغيبة والنميمة من كبائر الذنوب ويعذب صاحبها في القبر صح أم خطأ )
الغيبة والنميمة من كبائر الذنوب ويعذب صاحبها في القبر
المقدمة
الغيبة والنميمة من الذنوب المنتشرة بين الناس، وهما من كبائر الذنوب التي يعاقب عليها صاحبها في الدنيا والآخرة. وتعتبر الغيبة ذكر عيوب الناس خلف ظهورهم، أما النميمة فهي نقل كلام الناس لبعضهم البعض بقصد الإفساد بينهم.
حكم الغيبة في الإسلام
نهى الإسلام عن الغيبة تحريمًا شديدًا، واعتبرها من كبائر الذنوب. قال الله تعالى: “ولا يغتب بعضكم بعضًا، أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتًا” [الحجرات: 12].
وقد حرمت الغيبة لعدة أسباب، منها: أنها تعتبر انتهاكًا لحقوق الآخرين، وتسبب الحزن والألم لهم. كما أن الغيبة تُفقد الثقة بين الناس، وتزرع العداوة والبغضاء.
عقوبة الغيبة في الدنيا والآخرة
تسبب الغيبة عواقب وخيمة لصاحبها في الدنيا والآخرة. ففي الدنيا، يفقد المغتاب محبة الناس وتقديرهم. كما أن الغيبة تؤدي إلى قطيعة الرحم والصداقة.
أما في الآخرة، فيحاسب المغتاب على كل كلمة قالها عن غيره، ويعذب عليها في قبره. وقد ورد في الحديث أن: “المغتاب يُؤتى به يوم القيامة، ويُعلق على شجرة عارية، ويُكتب على جبهته: هذا فلان المغتاب، فيقوم الناس عليه ويسبونه ويشتمونه” [رواه ابن حبان].
حكم النميمة في الإسلام
حرم الإسلام النميمة أيضًا، واعتبرها من الذنوب الكبيرة. قال الله تعالى: “ولا تسيروا الكذب، سعيًا لتكسبوا عرضًا من الحياة الدنيا” [النساء: 119].
وتعتبر النميمة من الذنوب الخطيرة لأنها تفسد العلاقات بين الناس، وتسبب العداوة والبغضاء. كما أن النميمة تُفقد الثقة بين الناس، وتجعلهم يتشككون في بعضهم البعض.
عقوبة النميمة في الدنيا والآخرة
تسبب النميمة عواقب وخيمة لصاحبها في الدنيا والآخرة. ففي الدنيا، يفقد النمام محبة الناس وثقتهم. كما أن النميمة تؤدي إلى قطيعة الرحم والصداقة.
أما في الآخرة، فيحاسب النمام على كل كلمة نقلها عن غيره، ويعذب عليها في قبره. وقد ورد في الحديث أن: “النمام يُلقى في النار، فإذا وصل إلى نصفها نادى به منادٍ: هذا الذي يمشي بالنميمة بين الناس، فيُرمى به في جهنم” [رواه البخاري ومسلم].
كيف نتجنب الغيبة والنميمة
لتجنب الغيبة والنميمة، يجب أن نتذكر دائمًا عواقبها السلبية في الدنيا والآخرة. كما يجب أن نحرص على التحلي بالآداب الإسلامية، مثل: الصدق والأمانة وحسن الظن بالآخرين.
إذا شعرنا بالحاجة إلى التحدث عن شخص غائب، يجب أن نحرص على ذكر محاسنه وإيجابياته. وإذا سمعنا كلامًا سيئًا عن شخص ما، يجب أن نتجاهله ولا نقلده إلى الآخرين.
الحث على التوبة من الغيبة والنميمة
إذا وقعنا في الغيبة أو النميمة، يجب أن نتوب إلى الله تعالى فورًا ونسأله المغفرة. ويجب أن نحرص على عدم العودة إلى هذه الذنوب مرة أخرى.
التوبة من الغيبة والنميمة تتطلب الندم على ما فعلناه، والإقلاع عنه، والعزم على عدم العودة إليه مرة أخرى. كما يجب علينا أن نستغفر المظلوم ونطلب منه العفو.
من وعظ السلف في الغيبة والنميمة
حذر السلف الصالح من الغيبة والنميمة وحثوا على تجنبهما. فقال الإمام الشافعي: “من غاب عنك جسده، فليحضر عندك قلبه”. وقال الإمام ابن تيمية: “الغيبة أشبه شيء بأكل لحم أخيك ميتًا”.
وتقول عائشة رضي الله عنها: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أحد يذكر عنده رجلًا في غيبته، قال: أتدري ما تقول؟ فوالله ما تذكر من أخيك إلا ما هو فيه، وإنك لتزيد عليه” [رواه أبو داود].
الخاتمة
ختامًا، فإن الغيبة والنميمة من الذنوب الخطيرة التي تعاقب عليها في الدنيا والآخرة. ولذا، يجب علينا أن نتجنب الوقوع في هاتين الذنوب، وأن نحرص على التحلي بالآداب الإسلامية. ومن وقع في الغيبة أو النميمة، فعليه أن يتوب إلى الله تعالى ويستغفر المظلوم.