( الحكمة من إيجاب الاقتناع بالحلف بالله تعظيم الحلف بالله تعالى صح أم خطأ )

( الحكمة من إيجاب الاقتناع بالحلف بالله تعظيم الحلف بالله تعالى صح أم خطأ )

الأدلة من القرآن والسنة على تعظيم الحلف بالله تعالى

الحلف بالله تعالى من الأمور العظيمة التي يجب على المسلم أن يتحراها ويوقرها، فقد قرن الله تعالى الحلف باسمه بذِكْرِه في قوله تعالى: وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (القلم: 10 – 16)، كما ربط بين كفارة اليمين وبين تحرير رقبة مؤمنة في قوله تعالى: وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَةُ يَمِينٍ أَنْ تُطْعِمَ عَشَرَةَ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ تُكْسُوهُمْ أَوْ تُحَرِّرَ رَقَبَةً فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ (المائدة: 89).

الحكمة من إيجاب الاقتناع بالحلف بالله تعالى

شرع الله تعالى الحلف بالله تعالى في مواضع منها: إِثْباتُ الحقوق، ودفع الظلم، وإصلاح ذات البين، وقد جعل الله تعالى الاقتناع شرطًا لصحة الحلف، وذلك لعدة حكم:

صون الحلف من العبث واللغو

• فإن الاقتناع يعطي للحلف قيمته ومكانته.
• ويمنعه من أن يكون مجرد كلام يُلقى جزافًا.
• ويحمل الحالف على أن يكون صادقًا في يمينه.

تعظيم حرمة الحلف

• فإن الحلف بالله تعالى من أعظم القربات إلى الله تعالى.
• ولا يجوز للمسلم أن يتساهل في أدائه.
• بل يجب عليه أن يتحرى الصادق من يمينه.

حفظ مصالح الناس

• فإن الحلف هو وسيلة من وسائل إثبات الحقوق.
• وإذا لم يكن الحالف مقتنعًا بما يحلف عليه.
• فإنه قد يجور في يمينه، مما يؤدي إلى ضياع الحقوق.

صورة الحلف بالله تعالى

للحلف بالله تعالى صورتان:

الحلف بالاسم المفرد

• كقول القائل: والله، أو بالله.
• ويكون هذا الحلف مقسمًا، أي يُراد به تأكيد ما بعده.
• ويحرم الحلف بالألف واللام.

الحلف بصفة من صفات الله تعالى

• كقول القائل: بحق الله، أو بعظمة الله.
• ويكون هذا الحلف مندوبًا، وله أجر عظيم.
• ولا يجوز الحلف بغير الله تعالى.

حكم اليمين

لليمين أحكام متعددة، منها:

كفارة اليمين

• إذا حلف المسلم يمينًا وحنث فيها وجب عليه كفارتها.
• وتكون الكفارة بإطعام عشرة مساكين.
• أو كسوتهم، أو تحرير رقبة.

موجبات اليمين

• لا يجوز الحلف بالله تعالى بدون سبب.
• فاليمين لا تُشرع إلا في موضع الحاجة.
• ومن موجبات اليمين إثبات الحق وإبطال الباطل.

محظورات اليمين

• حرم الله تعالى الحلف بغيره.
• وكذلك حرم الحلف على غير الله تعالى.
• كما حرم الحلف بالكواذب.

آداب الحلف بالله تعالى

ينبغي للمسلم أن يتأدب عند الحلف بالله تعالى، من هذه الآداب:

التثبت والتحقق

• فلا يحلف إلا بعد أن يتثبت من صحة ما يحلف عليه.
• وأن يكون مقتنعًا بما يحلف عليه.
• وأن لا يحلف على شيء لا يعلمه.

الصدق في اليمين

• فإن الحلف بالله تعالى من أعظم الواجبات.
• ولا يجوز للمسلم أن يتهاون في أدائه.
• بل يجب عليه أن يكون صادقًا في يمينه.

اجتناب الحلف الكثير

• فإن كثرة الحلف تؤدي إلى الاستهانة به.
• وإلى الوقوع في الكذب.
• ويجب على المسلم أن يتحاشى الحلف إلا في الحاجة.

مبطلات اليمين

تبطل اليمين بعدة أمور منها:

الموت

• فإذا مات المحلوف له بطلت اليمين.
• ووجب على المحلوف عليه الوفاء بما أقسم عليه.
• أو التكفير عن يمينه.

إسقاط الحق

• فإذا أسقط المحلوف له حقه الذي أقسم عليه المحلوف عليه.
• فإن اليمين تسقط.
• ولا يجب على المحلوف عليه الوفاء بها.

تغيير المقسم عليه

• فإذا غير المحلوف عليه المقسم عليه.
• فإن اليمين تبطل.
• ويجب على المحلوف عليه الوفاء بما أقسم عليه.

الحلف في الإسلام

الحلف في الإسلام له أحكام وضوابط خاصة، وقد شرعه الله تعالى لمصالح عظيمة منها:

إثبات الحقوق

• فالحلف هو من الوسائل الشرعية لإثبات الحقوق.
• وذلك في حال عدم وجود بينة.
• أو عند اشتباه الأمر في حق من الحقوق.

دفع الظلم

• فالحلف هو وسيلة من وسائل دفع الظلم.
• وإحقاق الحق وإبطال الباطل.
• وذلك بأن يقسم المظلوم على حقه.

إصلاح ذات البين

• فالحلف قد يكون من الوسائل الشرعية لإصلاح ذات البين.
• وذلك بأن يحلف أحد الطرفين على شيء يسكن به غضب الآخر.
• ويصلح به ذات بينهما.

خاتمة

الحلف بالله تعالى من الأمور العظيمة التي يجب على المسلم أن يتحراها ويوقرها، وقد شرع الله تعالى الحلف بالله تعالى