( الأدب الوارد عند ذكر النبي محمد هو )
الأدب الوارد عند ذكر النبي محمد ﷺ
إن الأدب الوارد عن النبي محمد ﷺ هو مجموعة من الآداب والسلوكيات التي يجب اتباعها عند ذكره الشريف، وقد أوصى بها النبي ﷺ وأكد عليها، لما لها من أهمية كبيرة في تعظيم النبي ﷺ ومكانته السامية عند الله تعالى.
التسمية والتحية
من أهم آداب ذكر النبي ﷺ تسميته وتحيته بالصلاة والسلام عليه، كما أمر الله تعالى بذلك في قوله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].
وصيغة الصلاة والسلام على النبي ﷺ هي: “اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم”، ويستحب تكرارها ثلاث مرات أو أكثر.
وعلى المسلم أن يحرص على ذكر النبي ﷺ مع اسمه الشريف بكلام طيب، مثل: “رسول الله”، “نبي الله”، “صلى الله عليه وسلم”، “عليه الصلاة والسلام”.
الإصغاء والتأدب
عند ذكر النبي محمد ﷺ يجب على المسلم أن يصغي باهتمام وخشوع لما يقال عنه، ولا يتكلم ولا يضحك أو يشتغل بأي شيء آخر.
ويستحب للمسلم أن يجلس باحترام وتواضع عند ذكر النبي ﷺ، ولا يمد رجليه أو يتكئ على شيء، كما يجب عليه أن يخفض صوته ويتجنب الصراخ أو رفع صوته عند ذكره.
وعليه أن يتجنب استخدام الألفاظ السيئة أو البذيئة عند ذكر النبي ﷺ، وأن يتحاشى التطاول عليه أو الاستخفاف به بأي شكل من الأشكال.
الوقار والاحترام
يجب على المسلم أن يتحلى بالوقار والاحترام عند ذكر النبي محمد ﷺ، فلا يسخر منه أو ينتقده أو ينقص من قدره بأي حال من الأحوال.
وعليه أن يبتعد عن النقاش والجدال حول شخص النبي ﷺ أو صفاته أو سيرته، فإن ذلك لا يجوز ولا يليق بمكانته السامية.
ويستحب للمسلم أن يعظم شعائر النبي ﷺ وآثاره الشريفة، مثل المساجد والمقامات التي صلى فيها أو جلس فيها أو دفن فيها، وأن يحرص على زيارتها والتبرك بها.
الاقتداء والاتباع
من أهم آداب ذكر النبي محمد ﷺ هو الاقتداء به واتباع سنته في القول والفعل، فالنبي ﷺ هو أسوة حسنة للمسلمين وقد أمرهم الله تعالى باتباعه، قال تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21].
وعلى المسلم أن يحرص على معرفة سنة النبي ﷺ من خلال قراءة سيرته ودراسة أحاديثه، ثم يسعى جاهداً لتنفيذها في حياته الشخصية والاجتماعية.
ويجب على المسلم أن يحذر من اتباع البدع والمحدثات التي تخالف سنة النبي ﷺ، وأن يبتعد عن الغلو في تعظيمه أو افراده ببعض العبادات أو الأذكار التي لا أصل لها في الشريعة الإسلامية.
الدفاع والذب عنه
من آداب ذكر النبي محمد ﷺ الدفاع عنه والذب عن عرضه وشخصه ومكانته، فلا يجوز للمسلم أن يسمح لأحد بالإساءة إلى النبي ﷺ أو التطاول عليه.
وعلى المسلم أن يبين للناس منزلة النبي ﷺ العظيمة وفضائله وأخلاقه الكريمة، وأن يرد على شبهات المشككين والمتهجمين عليه.
ويستحب للمسلم أن يشارك في الفعاليات والأنشطة التي تهدف إلى تعظيم النبي ﷺ ونشر سيرته العطرة، وأن يدعم العلماء والدعاة الذين يدافعون عنه.
حب النبي ﷺ
من أهم آداب ذكر النبي محمد ﷺ حبه وإجلاله وتقديره، فحب النبي ﷺ هو من الإيمان، وقد قال النبي ﷺ: “لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين”.
وعلى المسلم أن يحرص على إظهار حبه للنبي ﷺ بكل أقواله وأفعاله، وأن يسعى جاهداً للتخلق بأخلاقه وصفاته الحميدة.
ويجب على المسلم أن يتجنب أي شيء يقلل من حب النبي ﷺ أو يسيء إليه، وأن يبتعد عن صحبة من ينتقص من قدره أو يستهين بمكانته.
ما يكره عند ذكر النبي محمد ﷺ
هناك بعض الأمور التي يكرهها ويستحب للمسلم اجتنابها عند ذكر النبي محمد ﷺ، منها:
- القول عليه بدون علم، مثل أن ينسب إليه قول أو فعل أو صفة لم يقلها أو يفعلها أو لم تكن فيه.
- السباب واللعن لمن أساء إلى النبي ﷺ، فذلك مناقض لأدب المسلم وحسن خلقه، والأولى الدعاء له بالهداية والتوبة.
- التكلف في ذكر النبي ﷺ أو في الصلاة عليه والسلام عليه، فإن ذلك من الرياء والتصنع.
الخلاصة
إن الأدب الوارد عند ذكر النبي محمد ﷺ هو من الأمور المهمة التي يجب على كل مسلم مراعاتها، لما لها من أثر كبير في تعظيم النبي ﷺ ومكانته، واتباع سنته وإظهار حبه له والدفاع عنه.
وعلى المسلم أن يحذر من الإخلال بأي من هذه الآداب، وأن يجتهد في التحلي بها في كل وقت، فإن ذلك من تمام الإيمان وحسن الخلق.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا حب النبي محمد ﷺ واتباعه، وأن يعيننا على إظهار آداب ذكره، وأن يشفع فينا يوم القيامة.