استأثر الله بعلم أمور لايعلمها إلا هو وعددها

استأثر الله بعلم أمور لايعلمها إلا هو وعددها.
الإجابة الصحيحة هي : خمسة.

استأثر الله بعلم أمورٍ لا يعلمها إلّا هو

تتميّز قدرة الله عزّ وجلّ بعظيمتها وبسعتها، ولا يحيط علم المخلوقين مهما بلغت معارفهم وإدراكاتهم بكامل علمه تعالى. فكما أخفى الله ذاتَه عنّا، استأثر بعلم أمورٍ لا يُدركها سواه، وفي ذلك حكمةٌ بالغةٌ ورحمةٌ بعباده.

المحتوى

1. علم الساعة

يعلم الله وحده متى ستكون الساعة، ولا يعلم بها بشرٌ قط، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ﴾ [لقمان: 34].

– لا يحق لأيٍّ كان أن يُحدّد موعدها، فحتى لو ظهرت آياتها، لا يعلم متى ستكون بالضبط إلا الله.

– الغاية من ذلك هي اختبار إيمان العباد، ومنعهم من التكاسل عن العبادة والعمل الصالح.

– على العبد أن يستعدّ لها دائمًا بالطاعة والإخلاص، وأن يعدّ نفسه للقاء ربه.

2. علم الغيب

الغيب هو كل ما خفي عن إدراكنا، ويعلمه الله وحده، كعلم بالمستقبل، أو بما في صدور الناس، أو بما في باطن الأرض، وغير ذلك، كما قال تعالى: ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ [طه: 114].

– لا يعلم الغيب إلا الله، ولا يجوز لأيّ أحدٍ أن يدّعي علمه، مهما كانت منزلته.

– في معرفة الله وحده للغيب حكمة عظيمة، حيث يظهر بها ضعف المخلوقين وقدرة الله تعالى.

– على العبد أن يوقن بأنّ الله عليمٌ بكل شيء، وأن يتجنّب الخوض فيما لا يعلمه، وأن يُفوض أمره إليه.

3. علم الرزق

يعلم الله رزق كل مخلوقاته، وما سيُقدر لهم في حياتهم من خيرٍ وشرٍّ، كما قال تعالى: ﴿وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ﴾ [هود: 6].

– لا يعلم أحدٌ متى سيُرزق، أو كيف، إلا الله وحده.

– في ذلك حكمةٌ بالغةٌ، حيث يمنع العبد من القلق والجزع بشأن رزقه، ويحثّه على الاعتماد على الله.

– على المرء أن يسعى في طلب الرزق الحلال، وأن يتوكّل على الله في ذلك.

4. علم الحساب والجزاء

يعلم الله أعمال العباد جميعًا، ويُحاسبهم عليها، كما قال تعالى: ﴿وَإِنَّ إِلَيْنَا لَايَابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ﴾ [الغاشية: 25].

– لا يعلم أحدٌ ما سيكون مصيره في الآخرة، وما سيُجزى به، إلا الله وحده.

– الغاية من ذلك هي أن لا يتهاون العبد في طاعة الله وفعل الخيرات، وأن يحذر من المعاصي والآثام.

– على العبد أن يُعدّ نفسه للحساب والجزاء، وأن يجتهد في العمل الصالح.

5. علم اللوح المحفوظ

اللوح المحفوظ هو كتابٌ عند الله تعالى، كُتبت فيه جميع الأحداث التي ستقع منذ الأزل إلى الأبد، كما قال تعالى: ﴿مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ﴾ [الحديد: 22].

– كتب الله في اللوح المحفوظ أقوال العباد، وأعمالهم، وأجل آجالهم، وكل ما سيحدث لهم.

– لا يُمكن لأحدٍ أن يطّلع على اللوح المحفوظ إلا بإذن الله.

– على المسلم أن يُوقن بأنّ كل شيء في هذا الكون يحدث بأمر الله وقدره.

6. علم أسباب النزول

الأسباب النزول هي الأحداث أو المواقف التي نزلت فيها آيات القرآن الكريم، ويعلمها الله وحده، كما قال تعالى: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾ [النحل: 89].

– لا يعلم سبب نزول آيةٍ إلا الله، وقد يكون سببه موقفًا معينًا، أو سؤالًا وُجِّه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

– معرفة أسباب النزول تُساعد على فهم معاني الآيات القرآنية والفقه فيها.

– على المسلم أن يسأل أهل العلم عن سبب نزول الآيات التي يتلوها.

7. علم تفسير المنامات

تعتبر المنامات من الأمور التي يعلم الله وحده معناها وتفسيرها، كما قال تعالى: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ﴾ [الزمر: 2].

– لا يجوز لأحدٍ أن يُفسر المنام إلا إذا كان عالمًا بمفاتيح تفسير الأحلام.

– قد تكون المنامات رسالة من الله للعباد، أو تعبيرًا عن أمانيهم وآمالهم.

– على المسلم أن يتجنّب التسرّع في تفسير منامه، وأن يستشير أهل العلم إذا احتاج إلى ذلك.

استأثر الله بعلم أمورٍ لا يعلمها إلّا هو، منها علم الساعة، والغيب، والرزق، والحساب والجزاء، واللوح المحفوظ، وأسباب النزول، وتفسير المنامات. وفي ذلك حكمةٌ بالغةٌ ورحمةٌ بعباده، حيث يختبر بذلك إيمانهم وتوكّلهم، ويمنعهم من التكاسل والغرور. ومن ثم، فإنّ اللائق بالعبد أن يتواضع أمام عظمة علم الله، وأن يسأله الهداية والرشاد في جميع أموره.

أضف تعليق